اليهود خدم وعبيد لنا وأرضهم للمسلمين :
كانت نتيجة غزوة خيبر أن آلت أرضهم وديارهم للمسلمين..وعندما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم – أن يجليهم عنها قالوا له :" يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم"، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم –ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها ولم يكن لهم فراغ لذلك ..فقبل لهم أن يبقوا في خيبر يعملون فيها ويزرعونها ولهم شطر ما يخرج منها وقال لهم : "على أنا إن شئنا أن نخرجكم أخرجناكم" ،وقد أخرجهم فعلاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته لقتلهم أحد الأنصار.
وهكذا يجب أن نعامل اليهود على مدى الزمان ولا ينبغي أبداً أن تنقلب الآية فيتحكم اليهود بنا وبأرضنا ومقدساتنا.. يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون.
وقد أوردنا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لزعيمهم كنانة "وكل ما أخذت من أموالكم وأصبت من دمائكم فهو حل لي ولاذمة لكم " وأشهد المسلمين واليهود على ذلك . كما أنه - صلى الله عليه وسلم - سبى ابنة زعيمهم صفية بنت حيي بن أخطب التي كانت تحت كنانة بن أبي الحقيق في هذه الغزوة ثم أعتقها وتزوجها بعد أن أعلنت إسلامها وفي ذلك إشارة واضحة على أن هزيمتهم كانت ساحقة وأنهم أصبحوا – رجالاً ونساءً وأطفالاً – ملكاً للمسلمين .
فإذا كان ذلك حكم الأرض التي كانت ملكاً لهم وعاشوا فيها ودافعوا عنها وقاتلوا من أجلها، أنها آلت للمسلمين ودخلت في حوزتهم وملكهم والذي لايجوز التفريط به أو التنازل عن جزء منه.. فكيف بالأرض المقدسة، أرض الإسراء والمعراج بمسجدها الأقصى المبارك ؟ الأرض التي خضَّب ثراها دماء الآلاف من الصحابة والتابعين والصالحين من بعدهم وتنعمت بحكم المسلمين لها أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان ..كل ذلك يجعل التنازل عن ذرة رمل واحدة من ترابها الطهور كبيرة لاتغتفر وجريمة لاتمحى، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أحداً من البشر كائناً من كان لايملك حق ذلك التنازل ولو كان ملكاً أو رئيساً أو منظمة أو حزباً أو أي شيء كان .