التعذيب لا يكون إلا لليهود :
لم يذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بتعذيب أسير له إلا ما أورده ابن إسحاق من أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - للزبير بأن يعذب الزعيم اليهودي كنانة بن الربيع لخيانته العهد وإخفائه كنوز بني النضير التي كانت مخبأة عنده وكان قد قال له النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صالحه : "برئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئاً "، فقال كنانة : يا أبا القاسم ! أنفقناه في حربنا فلم يبق منه شيء ! وأكد الأيمان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "برئت منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كان عندكم "؟ قال: نعم ! ثم قال – صلى الله عليه وسلم -:" وكل ما أخذت من أموالكم وأصبتُ من دمائكم فهو حلٌّ لي ولاذمة لكم" ؟ قال : نعم ! وأشهد عليه عدداً من المسلمين ومن يهود . ولما سأله عن كنوز بني النضير جحد أن يعرف مكانها فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعية بن سلام ابن أبي الحقيق عنها فدله على خربة،قال إنه رأى كنانة يطوف بها كل غداة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – لكنانة : "أرأيت إن وجدناه عندك أأقتلك" ؟ قال : نعم، فبعث عليه السلام الزبير في نفر مع سعية حتى حفر، فإذا كنز في مَسْكِ [5]جمل فيه حلي . فأُتي به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدفعه إلى الزبير وقال : " عذبه حتى تستأصل ما عنده "، فكان الزبير يقدح بزند في صدره حتى جاءه بمال ثم دفعه إلى محمد بن مسلمة فضرب عنقه بمحمود بن مسلمة الذي قتله اليهود في بداية الغزوة ، وعذب ابن أبي الحقيق الآخر، ثم دُفِع إلى ولاة بشر بن البراء [6]فقُتل به وقيل ضَرب عنقه .
فالملاحقة والتهديد والاعتقال والتعذيب لا يكون إلا لليهود.. أما أن يزج بالشباب في السجون ويهانوا ويهددوا ويعذبوا لا لشيء إلا أنهم يتمسكون بخيار الجهاد في سبيل الله لتحرير الأرض المقدسة من أحفاد القردة والخنازير فإن ذلك لا يمكن أن يصدر إلا عمن باعوا أنفسهم ليهود ونصبوا أنفسهم وكلاء لهم علينا.