قتال اليهود يتطلب تجرداً وترفعاً عن زخارف الدنيا:
مع أنه أعظم قائد ومعه أعظم جيش في التاريخ إلا أن ذلك لم يزده - صلى الله عليه وسلم - هو وصحابته إلا تواضعاً وزهداً في الدنيا .. فالمقريزي يروي لنا أن راية النبي - صلى الله عليه وسلم -كانت سوداء تدعى العقاب من برد لعائشة رضي الله عنها ؟؟
كما لم يسمح لأحد أن يستغل نفوذه وسلطته في أن يخص نفسه بشيء من دون المسلمين مهما كان ذلك الشيء تافهاً ، فهذا منادي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعلن :" أدوا الخياط و المخيط فإن الغلول عار و شنار ونار يوم القيامة". وتبعاً لذلك فقد امتنع عن الصلاة على رجل غلَّ خرزاً لا يساوي درهمين ؟؟ وعندما أصيب غلام له بسهم طائش قال أصحابه: هنيئاً له الجنة . فقال: "كلا والذي نفسي بيده، إن الشملة[1] التي أخذها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً ". وفي تلك الغزوة لم يسمح للراعي الذي أسلم أن يقاتل معهم حتى يرد الغنم لصاحبها اليهودي ذلك أنه لماَّ أسلم قال للنبي – صلى الله عليه وسلم -: إني كنت أجيراً لصاحب هذه الغنم، وهي أمانة عندي، فكيف أصنع بها ؟ فقال له : " أخرجها من العسكر ثم صِحْ بها وارمها بحصيات،فإن الله عز وجلّ سيؤدي عنك أمانتك ". ففعل ذلك، فخرجت الغنم مجتمعة كأن سائقاً يسوقها حتى دخلت الحصن .
فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم على من غلَّ خرزاً وشملة أنه في النار.. فماذا يقول عمن يتخوضون في أموال غيرهم بغير حق وينفقونها في إقامة كازينوهات القمار المحرمة والملاهي الفاجرة ؟
إننا في صراعنا الحالي مع اليهود نواجه عدواً لاتحكمه أية أخلاقيات ويستمرئ فعل أي شئ في سبيل تحقيق مآربه واستخدام كافة الوسائل لدعم كيانه الخبيث خاصة مع سيطرتهم وتحكمهم بالمال والإعلام . وعليه، فلن ينجو من حبائلهم ويفلت من مصائدهم إلا من استمسك بحبل الله المتين وترفع عن زخارف الدنيا وسفاسفها وتحصن من مكائدهم وشرورهم، وإلا فإنه سيقع تحت تأثير مال و فتيات وإغراء اليهود وإغوائهم وإسقاطهم وهو مالا يمكن حدوثه أبداً مع من ينهج نهج النبي r في صراعه مع اليهود